Skip to content

Mohammed Khaled

دليل التعامل مع مُتحدي الإعاقة

Disabilities

Estimated reading time: 0 minute

دليل التعامل مع  مُتحدي الإعاقة

كيف يتعامل الاشخاص دون الإعاقة مع الاشخاص ذوي الإعاقة؟

هذا السؤال يتبادر كثيرا في أذهان الناس خصوصا الذين يعيشون مع أشخاص ذوي إعاقة بشكل أو بآخر، ولكي نجيب على تلك التساؤلات ونعرف كيفية التعامل مع الاشخاص ذوي الإعاقة، لا بد من أن نضع تعريفا واضحا للشخص ذو الإعاقة مع العلم ان هذا ليس بدليل للتعامل، لأن الشخص ذو الإعاقة  بشرا وليس بمكينة لها دليل للاستخدام.

أولا: متحدي الإعاقة

يطلق على الشخص ذو الإعاقة مسميات عدة منها ذو قدرات فائقة أو ذو احتياجات خاصة او متحدي الإعاقة، فهو شخص لديه إعاقة ما سواء كانت إعاقة حركية أو بصرية أو سمعية أو ذهنية وهكذا من انواع الاعاقات المختلفة.

ثانيا: تعريفات مهمة

تعريفات مهمة لابد من معرفتها لكي نضع أسسا للتعامل مع الاشخاص ذوي الإعاقة الخاصة، وذلك على النحو التالي:

(ا) الإعاقة: هي مانع يعوق الشخص عن فعل شيء أو القيام بفعل ما، وتكون الإعاقة عاملا يؤثر على الشخص بسلب وهذا يتحدد على رغبة الشخص الذي يمتلك تلك الإعاقة.

ولكن يوجد هنا سؤال مهم جدا وهو هل الإعاقة عامل داخلي ام خارجي؟ أو بشكل آخر، هل الإعاقة توجد داخل الشخص فتؤثر عليه أم توجد خارج الشخص، أي تنبع من الظروف الخارجية المحيطة به؟

الحقيقة هناك نوعين من الإعاقة وهم إعاقة داخلية وإعاقة خارجية وهذا ما يحدده الشخص نفسه. كيف؟

فعندما يُقدِم الشخص على القيام بفعل ولم يستطع فعله بسبب انه غير مؤهل للقيام به، فمثلا يريد ان يعبر الشارع بمفرده ولكنه كفيف فلم يستطيع ان يفعل هذا بمفرده، ليس لأنه شخصا عاجزا انما غير مؤهل لأنه لا يمتلك المقاومات لكي يفعل ذلك وهي النظر.

وأما على الناحية الاخرى يوجد إعاقة داخلية وتسمى بالعجز، فالشخص يكون لديه جميع المقومات ولكنه لا يستثمرها في فعل هذا الشيء ، فعلى سبيل المثال شخص لديه كل المقاومات لكي ينجح لكنه لا يستثمرها بشكل صحيح، فهنا هو ليس بمعاق أنما عاجزا من نفسه وبذلك لا دخل للظروف الخارجية في نجاح هذا الشخص من عدمه.

(ب) يوجد هناك تعريفان مهمان جدا وهم السبب في تخطي أي عقبة او إعاقة أو القضاء على العجز وعدم الرغبة، وهما القدرة والتحدي.

القدرة هي الاستطاعة بالقيام بفعل شيء ما، وهي ترتبط برغبة الشخص. فالإنسان الذي لديه رغبة هو انسان قادر، وتطلق على أي شخص موجود في هذا الكون دون تفرقة فأي شخص لديه ما يؤهله لفعل أي شيء فمثلا شخص لديه قدرة على السفر ومعه ما يؤهله لذلك فهو انسان قادر على هذا الفعل دون النظر الى ما يتعلق بالشخص من هوية او دين او إعاقة او غيرها.

التحدي هو فعل يقوم به الشخص لكي يتخطى العقبات التي بقف في طريقه ولكي يصل إلى هدفه، فالشخص الذي توجد لديه إعاقة تمنعه من القيام بفعل ما يحتاج إلى مؤهلات تساعده لكي يحقق الهدف، فعلى سبيل المثال: الشخص الذي لديه إعاقة حركية يستخدم الكرسي المتحرك لكي يستطيع التنقل، والشخص الذي لديه إعاقة بصرية يستخدم البرامج الناطقة لكي يستطيع القراءة والكتابة، ولذلك يطلق عليهم متحدي الإعاقة او ذوي القدرات الفائقة.

ثالثا: مبادئ هامة للتعامل مع ذوي القدرات الفائقة

(ا) الانسانية:

التعامل مع متحدي الإعاقة ليس له دليلا او مرشدا للتعامل معه لأنه ليس بمكينة، إنما هو بشر له مشاعره وتفكيره وتحليلاته الخاصة به، فهو شخص يعتمد على العقل لأنه يفكر في كل فعل يقوم به ويحلل كل تصرف موجه له، حتى الإعاقة الذهنية لها معاملتها الخاصة بها  لأنه بشرا له عقل وجسد فبذلك المعاملة تكون معه بما هو مشترك بيننا جميعا وهما الانسانية والآدمية.

(ب) العنصرية:

ان النظر إلى الشخص الذي لديه إعاقة على انه معاقا او التعامل معه على هذا الأساس عنصرية في حد ذاتها، فالعنصرية معناها التمييز بين الأشخاص دون الإعاقة والمعاقين، وهنا يأتي دور المشاركة والدمج المجتمعي.

(ج) المشاركة والدمج المجتمعي:

يلعب الدمج المجتمعي دورا حيويا وفعالا في التعامل بين الاشخاص دون الإعاقة والاشخاص متحدي الإعاقة فكلاً منهما يكمل الطرف الآخر، فكل طرف لديه إمكانيات مختلفة عن الآخر، فعلى سبيل المثال: فالشخص الكفيف يحتاج إلى شخص مبصر يساعده في السير وهكذا، مما يعطي فرصة كبيرة لمشاركة هؤلاء الافراد متحدوا الإعاقة في المشاركة والتفاعل في الانشطة المجتمعية المختلفة، ويستطيعون حينها الابداء بآرائهم ووجهات نظرهم المختلفة في جميع المجالات الرياضية والاجتماعية والحياتية وغيرها.

(د) التصنع:

وهي من أهم المبادئ التي تهم متحدي الإعاقة لأنها تمس جانبه النفسي والذهني، فهي تؤثر على مشاعره وتفكيره وبالتالي تؤثر على أفعاله وتصرفاته، بمعنى عندما تتعامل مع ذو القدرات الفائقة لا تتصنع المعاملة الصحيحة، فليس أحد مننا مثاليا وأيضا كل شخص يختلف عن الآخر في تركيبته الفكرية والاخلاقية والشخصية، فالموضوع نسبي جدا لذلك هذه النقطة ترتبط ارتباطا كليا بالنقطة الأولى وهي الآدمية.

ومن منطلق هذه المبادئ نستطيع ان نضع دليلا للتعامل بين الاشخاص دون الإعاقة والاشخاص ذوي الإعاقة مع الأخذ في الاعتبار ان لكل إعاقة تعاملها الخاص وهذا ما نوضحه في النقاط التالية، ولكن نؤكد على ان التعامل مع متحدي الإعاقة ليس بالمسؤولية الواجبة، لكي لا تتحول هذه المعاملة إلى واجبا مفروضة فتفقد إنسانيتها، ولكنه هو واجب مجتمعي على المجتمع، وهو أيضا واجب من الطرفين، فيجب على متحدي الإعاقة ان يفهموا المجتمع وما يحيطه من ظروف وما يدور في تفكير الاشخاص الذين يعيشون حولهم ومعرفة كيفية التعامل معهم وكيفية مواجهة المجتمع، ويجب أيضا على الاشخاص دون الإعاقة معرفة متحدي الإعاقة وما يحيط بهم من ظروف وعقبات، ومعرفة ما يدور في أذهانهم ومعرفة الاساليب التي يستخدمونها لمواجهة المجتمع ومواكبة العصر لكي تتحقق المعادلة وهي الدمج المجتمعي.

بقلم: محمد خالد محمود

تدقيق: أحمد سعد عيد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!