Skip to content

Mohammed Khaled

الإعاقة البصرية

Disabilities

Estimated reading time: 0 minute

الإعاقة البصرية

تعتبر الإعاقة البصرية من اكثر الاعاقات تعقدا ولكنها أسهلها تعاملا على جميع المستويات، فمع التقدم التكنولوجي أصبحت الحياة أسهل وأسرع مع متحدي هذه الإعاقة على جميع الجوانب الاجتماعية والعلمية والحياتية وغيرها. فأصبح متحدو تلك الإعاقة البصرية قادرين على التعامل بشكل كبير وموافق مع الحياة الاجتماعية المحيطة بهم، حيث انهم يستطيعا التعامل مع البيئة المحيطة بهم وما يحيطهم من عقبات وعقبات وغيرها من جوانب الحياة. فقد لخص الشاعر إليا بو ماضي مبادئ التعامل مع متحديي الإعاقة البصرية في بيته الشعري الذي يقول فيه: “أرأيتم كما رأى العميان؟ أفلستم بنورهم تهتدونا؟”.

فمتحدو الإعاقة البصرية يعتمدون على نور خيالهم وما يوحيه اليه من صور تلتقطها حواسه المتبقية مثل: السمع واللمس والشم والتذوق، فتتكون صورة من خلالها يرون العالم الخارجي، ولذلك يطلق عليهم مبصري القلوب أي يبصرون بعيون قلوبهم، فالعين المجردة ترى ولكنها لا تبصر ولكن القلب يبصر ولا يرى.

فمتحدو الإعاقة البصرية يستطيعون بكل سهولة التفاعل في المجتمع والمشاركة المجتمعية والتطوع طالما توافرت الظروف والامكانيات التي بإمكانهم ان يوفروها لأنفسهم، لأن التقدم التكنولوجي لم يترك مشكلة بدون حل، مع الأخذ في الاعتبار ان متحديي هذه الإعاقة يعتبرون أنفسهم انهم غير معاقين وهذا بسبب استطاعتهم وقدرتهم على فعل أي شيء يحتاجونه دونا عن أي إعاقة أخرى، فيجب التعامل معهم من هذا المنطلق.

أولا أنواع الإعاقة البصرية.

تنقسم الإعاقة البصرية إلى نوعين هما:

أولا المكفوف:

المكفوف هو شخص فقد نظره تماما بسبب أمراض أو فيروسات دمرت العين أو عمليات تمت بالخطأ أو نتيجة لحوادث تسببت في فقدان النظر لدى هذا الشخص، ويعتبر المكفوف من الأشخاص الذين يتحدون إعاقتهم البصرية بوسائل عديدة قدمتها لهم الحياة، فعن طريق التقدم التكنولوجي أصبحت تلك الإعاقة البصرية أسهل كثيرا عن مما كانت عليه، حيث قدمت التكنولوجيا حلول كثيرة تساعد المكفوف على مواجهة الحياة ومواكبة العصر، وبالتالي أصبح المكفوف قادر على التفاعل الاجتماعي.

وللتعامل مع المكفوف، يوجد طرق كثيرة لكنها تختلف باختلاف المكان والظروف، وهي على النحو التالي:

النقاط التالية موجهة للأشخاص دون إعاقة عندما يتعاملون مع المكفوفين.

  1. عندما تريد أن تساعد مكفوف، اسأله أولا، إنه يريد منك المساعدة أم لا، فإذا أراد ساعده، وإن لم يرد فاتركه.
  1. عندما تعرض المساعدة على المكفوف، كن على يقين أنك أولا قادر على مساعدته ولديك الوقت لكي تساعده.
  1. إذا رأيت الظروف المحيطة بالمكفوف تحتاج إلى مساعدة منك، فلا تتردد.
  1. في الشارع، اعرض المساعدة، وعندما تساعد المكفوف في الشارع، كن متؤكدًاإن أن الكفي شخص عادي جدا ، فلا داعي للحظر بشكل قوي.
  1. لو كنتي بنت تريدين أن تساعدي مكفوف، ولم تريدي أن تمسكيه بأيديكِ، ممكن أن تستخدمي حقيبتك أو أي وسيلة أخرى.
  2. لا تنظر كثيرا في هاتف المكفوف، فما أبشع التضفل.
  1. اجتنب الأسئلة الحمقاء، مثل كيف تأكل أو كيف تشرب وغيرها، فالمكفوف إنسان مثلك يأكل ويشرب ويتزوج وغيره.
  1. لا داعي أبدا الإظهار بالدعاء للكفيف، فالدعاء بينك وبين الله.
  1. لا داعي من توجيه الالتهامات لأسرة المكفوف، بأنهم تاركين ابنهم يسير بمفرده في الشارع، فالمكفوف شخص قادر على الاعتماد على نفسه.
  1. المكفوف يستطيع ركوب المواصلات بمفرده، وأيضا ركوب المصاعد والدرج المتحرك )السلالم الكهربائية(.

11 المكفوف يستطيع الجلوس على المقاعد بمفرده، عليك أن تضع يد الكفيف على زهر المقعد أو على المقعد بشكل عام واتركه يجلس.

  1. الفت انتباه المكفوف عندما تريد أن تتحدث معه.
  1. اسأل الكفيف على ما تود معرفته بشكل موضوعي، لكي يستطيع التجاوب معك.
  1. المكفوف ليس ملاك، فالمكفوف بشري فيه الخير والشر.
  1. تعامل مع المكفوف مثلما تعامل أصدقائك، فهو يحب الخروج والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية وغيرها.
  1. المكفوف فرد من أفراد المجتمع، وبالتالي لا داعي لتمييز بينه وبين باقي أفراد المجتمع الآخرين.
  1. الكفيف له حق التجربة، فلا تحبطه إذا حاول الإقبال على فعل شيء من وجهة نظرك صعب، حاول أن تساعده أو اتركه يحاول تحقيق ما يريد فعله، طالما في حدود الأمان ولم يؤذِ نفسه.
  1. في حالة تناول الطعام مع الكفيف وتريد أن تعرفه على أنواع الطعام الذي أمامه، امسك يده وضعها على حافة الطبق ثم اتركه يأكل، أنما لو كان الطبق فيه أنواع مختلفة من الطعام، أوصف له دون أن تضع يده في الطعام، وعندما ينتهي الكفيف من الأكل يريد أن يغسل يده، أوصف له أماكن المياه كالسنبور )الحنفيات( وأماكن وضع الصابون ثم اتركه يغسل يده بحريته.
  1. الكفيف يحاول دائما أن يكون اللأفضل لكي يقلص الفارق بينه وبين الشخص دون الإعاقة البصرية، أو لكي يعوض النقص الذي يشعر به، فلا داعي أبدا للمجاملات وكن صريحا معه إذا طلب منك رأيك في شيء ما، ولكن لو كنت شخص جدير بالثقة بالنسبة للمكفوف فكن أنت عينه.
  1. لا داعي للعطف أو للشفقة، لأن المكفوفين أو متحديي الإعاقة بشكل عام ليسوا مرضى إنما هم أشخاص يعيشون بإعاقة لكن الله أعطى لهم القدرة على التكييف مع إعاقتهم، ومنح الله أيضا ما يعوضهم عن الإعاقة التي يعيشون بها.
  1. تعامل مع المكفوف على أنه شخص دون إعاقة، لكي يكون التعامل بينكم سهل دون وضع تعقيدات تجعلك أنت كشخص دون إعاقة تنفر من التعامل مع المكفوف، والمكفوف كذلك لا يريد المكفوف التعامل معه بهذا الشكل أبدا.
  1. عندما تسير مع المكفوف في الشارع، امسكه جيدا بمعنى حاول أن تخطو خطوة قبل المكفوف ويد المكفوف داخل يديك )كأنك ماشي مع عروستك في الفرح أو مع صاحبتك أو خطيبتك في الشارع(.
  1. الكفيف يسير ععلى خطاك، فلا داعي أن تقول له اصعد أو انزل، فهو سيشعر بصعودك أو بنزولك فيفعل كما أنت تفعل.
  • كن أنت عين الكفيف، اوصف له كل ما حوله في المكان لكي يستمتع ويشعر بالمكان الذي يوجد فيه، مع الأخذ في الاعتبار أن الوصف يكون دقيق وممتع وليس ممل.
  • اصطحب المكفوف معك في الأماكن التي يحلم الكفيف الذهاب إليها، وساعده على التغلب على مخاوفه، فعلى سبيل المثال لو كان الكفيف يخاف من السباحة اذهب معه إلى حمامات السباحة وساعده أن يتجرأ على مخاوفه ويسبح في الماء وهكذا.
  1. كن رفيق للمكفوف وشاركه ما يحبه من أنشطة كالقراءة والكتابة والتصوير والنحت وغيرها.
  1. كن مشجعا للمكفوف واجعله يفعل ما أنت تفعله كشخص دون إعاقة بصرية، فعندما يشعر الكفيف أنه قادر على فعل ما يفعله رفاقه من إشخاص دون إعاقة، يكتسب مهارات عديدة جدا، ويكتسب الثقة في نفسه، ويجعلك أنت شخص جدير بالثقة لأنك أنت الذي ساعدته وعلمته تلك الأفعال.
  1. حاول أن لا تتبع الروتين مع المكفوف خصوصا في تعاملاتك، فالأنسان عموما يكره الروتين والقيود، ويحب التجديد والحرية.
  1. لا تعرض نقود على المكفوف، لأن المكفوف شخص قادر على العمل والإنتاج.
  1. التعامل مع المكفوفين تعامل إنساني في المقام الأول، فأنت كشخص دون إعاقة والمكفوف تكملان بعضكما البعض.

ثالنيا ضعيف النظر:

ضعيف النظر هو شخص يعاني من أمراض تأثر على رؤيته، وهما نوعان:

)ا( طول النظر وهو شخص يعاني من مرض يؤثر على رؤيته، يجعله يرى على مسافات بعيدة، لكنه لا يرى الأشياء القريبة منه.

)ب( قصر النظر وهو شخص يعاني من مرض يؤثر على رؤيته، يجعله يرى الأشياء القريبة منه، لكنه لا يرى الأشياء البعيدة عنه.

وهناك أدوات تساعد ضعيف النظر على الرؤية بشكل أوضح، مثل النظارات الطبية وعمليات مسئولة عن تقوية النظر والعدسات الطبية  وغيرها، ولكن هذه الوسائل تكون تحت إشراف الإطباء المتخصصين في أمراض العين.

والتعامل مع ضعيف النظر أسهل بالطبع من المكفوف، حيث أن ضعيف النظر يرى، وهنا عليك أنت كشخص دون إعاقة بصرية أن لا تحمل ضعيف النظر أكثر مما يتحمله لكي يحافظ على نظره أطول فترة ممكنة.

وعلى الجانب الآخر يجب على ضعيف النظر أن يحافظ على نظره وأن يستخدمه الاستخدام الأمثل.

ومن الناحية الأخرى، يعاني كبار السن من ضعف النظر، وهذا بسبب الطبيعة البشرية والمرحلة العمرية للفرد، فعندما يتقدم الفرد في العمر تبدأ حواسه في التأخر كالنظر والسمع والتذوق وغيرها، ولكن مع التقدم الطبي أصبح هناك حلول طبية تساعد كبير السن على الرؤية بشكل أوضح وأفضل مثل المكبرات الطبية والعدسات وغيرها.

ثانيا أشكال التعامل بين الأشخاص دون الإعاقة البصرية مع متحدييها.

ونستعرض بعض أشكال التعامل بين مبصري القلوب والمجتمع، مع العلم أن هذه الأشكال لا بد من ممارستها عمليا لأنها تؤثر بشكل كبير جدا على متحدي الإعاقة البصرية، فمن الممكن أن تشعره بالسعادة وتساعده على التقدم نحو الأمام، أو العكس مع الأسف. مع الأخذ في الاعتبار إن هذا من منطلق المشاركة المجتمعية والدمج الاجتماعي الذي هدفه مشاركة الأدوار الاجتماعية بين متحدي الإعاقة والمجتمع، ومن هذه الأشكال ما يلي:

أولا الناحية النفسية:

لا بد أن يكون التعامل بين المجتمع ومتحدي الإعاقة البصرية قائما على الإنسانية والدعم النفسي لمتحدي تلك الإعاقة وما ينتمون أليهم سواء كانوا  من أسرهم أو أقاربهم، لأن نشأة هذا الشخص يرجع إلى الأسرة والبيئة التي يعيش فيها.

وعلى الناحية الأخرى، يجب على متحديي هذه الإعاقة أن يهيئوا أنفسهم نفسيا لمواجهة المجتمع والتعامل معه، والتكيف مع الظروف التي تحيط بهم، وتخطي العقبات التي تواجههم ، ويفرض نفسه كشخص له دورا فعالا في هذا المجتمع. ولكي تتحقق معادلة الدمج الاجتماعي، لا بد أن تقوم على أساس نفسي قوي وسليم من الطرفين.

ثانيا الناحية الاجتماعية:

تنقسم الناحية الاجتماعية الى اكثر من جانب، وهذا ما نوضحه  على النحو التالي:

(ا) المشاركة الاجتماعية:

تنقسم المشاركة الاجتماعية إلى أكثر من ناحية، سنعرضها في النقاط التالية:

  • التعاون بين الأشخاص دون الإعاقة ومتحدي الإعاقة البصرية في الأنشطة الاجتماعية.
  • – التفاعل بين أفراد المجتمع ليكونوا أسرة واحدة داخل النشاط المجتمعي.
  • عدم التمييز بين الأشخاص سواء أكان شخص دون إعاقة أو متحديها، لكي يكون التعامل أكثر تحضرا ورقيا، وبذلك يستطيعوا تحقيق الهدف المنشود او إنجاز المهمة المكلفون بها.
  • تبادل الاحترام بين الأفراد واحترام العقول، لأن متحديي الإعاقة لا يحبون التهمش أبدا بأفكارهم، فيحبون تجربتها حتى ولو فشلت، فهم أفراد لهم حق التجربة.
  • تبادل الآراء ووجهات النظر بين الأفراد، ونشأ روح المشاركة والتفاعل، وبذلك تزداد المعرفة وتنتشر روح التعاون بين الأفراد، وبالتالي تُفضَل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وبالتالي ينتشر الوعي بينهم.
  • الوعي المجتمعي وهو من أهم أسس وقواعد الدمج الاجتماعي، فيجب على كل فرد أن يكون على دراية كاملة بالمجتمع والظروف المجتمعية وما يحتاجه المجتمع من متطلبات وما يوجهه المجتمع من عقبات وكيفية تخطي تلك العقبات، وأيضا يجب أن يكون كل فرد على علم بكيفية التعامل مع الأفراد الذين يحيطون به سواء أكان الشخص من متحديي الإعاقة أو شخص دون إعاقة،  وبالتالي يكون التعامل أسهل وأكثر تحضرا.

(ب) الدمج المجتمعي:

يقصد بالدمج المجتمعي أن يتفاعل الافراد مع بعضهم البعض داخل بيئة واحدة، وهو أسلوب من أساليب المعايشة بين الأفراد، ويقوم على الأسس التالية:

  • الوعي المجتمعي:

إدراك الأسس والمبادئ التي تقوم عليها المعاملة بين الأفراد.

  • الثقافة المجتمعية:

الاطلاع على جميع جوانب الحياة المتعلقة بالفرد، ومعرفة كيفية التعامل معها عن طريق الدراسة والعلم، والتطلع إلى كل ما هو جديد في العالم في جميع المجالات سواء كانت ثقافية او علمية او اجتماعية وغيرها.

  • التنمية المجتمعية:

أن يكون الشخص سواء كان من متحدي الإعاقة او غيره قادرا على التطور والتنمية، وأن يكون فردا صالحا في المجتمع، لكي يفيد نفسه ويستفيد منه الآخرون.

بقلم: محمد خالد محمود

تدقيق: أحمد سعد عيد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

error: Content is protected !!